الفحص الذاتي للثديين
الوقت المفضل: يفضل أن يجرى الفحص في نهاية الدورة الشهرية، تجنباً لإثارة الألم و الانزعاج المحتمل حدوثهما من جراء التوتر الحاصل في الثديين قبل و أثناء الطمث.
البدء: اعتبارا من عمر العشرين سنة مدى الحياة.
الهدف: الكشف عن أمراض الثدي بشكل مبكر ومعالجتها.
الطريقة: يتألف الفحص من التأمل والجس.
التأمل:يتم أمام المرآة بعدة وضعيات:
الوضعية الأولى: اليدان على الوركين ( الشكل 2): ونلاحظ فيها شكل الثديين وحجم كل منهما ولون الجلد, ونفتش عن:
+ شكل الجلد: انكماش نحو الداخل ( غمزة في الجلد ), تجعد, إنتباج أو تورم.
+ لون الجلد: احمرار, اكزيما, تقرح.
+ الحلمة: أي تغير في وضع الحلمة أو غؤورها نحو الداخل.
الوضعية الثانية ( الشكل 1): رفع الذراعين والتفتيش عن أي من التغيرات السابقة.
الوضعية الثالثة:وضع الذراعين جانب الجسم والتفتيش عن أي من التغيرات السابقة.
الوضعية الرابعة: الانحناء نحو الأمام والتفتيش عن أي من التغيرات السابقة.
فحص مفرازات الثدي أثناء الوقوف أمام المرآة: اعصري كل من الحلمتين بلطف بين السبابة والإبهام وافحصي مفرازات كل حلمة ( حليب, سائل اصفر, دم ).
الجس ويتم بوضعية الاستلقاء أو الوقوف ( يفضل أثناء الاستحمام ).
وضعية الاستلقاء ( الشكل 3 و 4): ترفع الفاحصة ذراعها الموافق للثدي المراد فحصه إلى أن تثبت يدها خلف الرأس مع استدارة المرفق باتجاه الجانب, يتم فحص الثدي الأيمن باليد اليسرى و بالعكس, وباستخدام راحة أصابع اليد الثلاثة الوسطى (يجب أن تكون الأصابع ثابتة غير منحنية وملاصقة لبعضها البعض ) ( الشكل 5 ) نجري فحص لطيف للثدي بحيث يغطي كامل الثدي من الأسفل إلى الأعلى ومن جانب إلى آخر ويمكن أيضا البدء من الحلمة وبشكل دائري من المركز للمحيط ( الشكل 3و7و8 ), كما يمكن إجراء الفحص بشكل خطوط متوازية من الأسفل للأعلى ومن الأعلى للأسفل( الشكل 6 ) ( يجب اختيار إحدى الطرق والتعود عليها ) المهم في الأمر تغطية كامل الثدي بالفحص و يجب فحص النسيج السطحي للثدي بلمسات ناعمة وسطحية ثم يجرى فحص النسيج العميق بلمسات قاسية وعميقة بحيث نصل إلى جدار الصدر ( الأضلاع ) ( الشكل 9) يجب عدم رفع الاصابع عن الثدي ثم اعادة وضعها اثناء الفحص.
وضعية الوقوف ( يفضل أثناء الاستحمام )( الشكل 10) وتتم برفع الذراع نحو الأعلى ( يمكن إجراء الفحص أثناء الجلوس على كرسي ), كما أن وجود الماء والصابون يسهل عملية الفحص, تجرى نفس الخطوات السابقة بحيث يغطى كامل الثدي بالفحص.
+ تتضاعف الفائدة عند تكرار إجراء هذا الفحص ، حيث تتمرس الفاحصة ، و تصبح أكثر قدرة على الاستكشاف و أدق في الملاحظة و تذكري دائماً أنه ليس كل ما يشعر به أثناء الفحص هو كتلة ، و أنه ليس كل كتلة ورم ، و أنه ليس كل ورم هو خبيث .
الموجودات التي تستدعي مراجعة الطبيب:
1ـ ألم الثدي الذي لا علاقة له بالدورة الشهرية.
2ـ وجود كتلة أو تورم في الثدي.
3ـ وجود احمرار أو حرارة أو تورم في الثدي.
4ـ وجود انكماش (غمزة ) أو اكزيما أو تقرح في جلد الثدي.
5ـ نز سائل أو دم من الحلمة ( أي سائل غير الحليب ).
6ـ وجود انكماش أو انقلاب نحو الداخل في الحلمة.
5ـ وجود كتلة أو تورم في الإبط.
النصائح و الإرشادات لكل امرأة بدون أعراض في الثدي :
أقل من 40سنة:
# فحص الثديين الذاتي مرة شهرياً.
# فحص الثديين من قبل الطبيب كل 3 سنوات.
# إجراء أول صورة شعاعية بالماموغرافي بين سن 35 – 39 من العمر.
بين 40 – 50 سنة :
# فحص الثديين الذاتي مرة شهرياً.
# فحص الثديين من قبل الطبيب سنوياً.
# إجراء صورة شعاعية للثديين مرة كل سنتين.
أكثر من 50 سنة :
# فحص الثديين الذاتي مرة شهرياً.
# فحص الثديين من قبل الطبيب مرة كل ستة أشهر أو عند اللزوم.
# إجراء صورة شعاعية للثديين مرة سنوياً.
ملاحظة: في حال وجود قريبة من الدرجة الأولى ( أم, أخت, ابنة ) أصيبت بورم خبيث في الثدي يجب إجراء صورة شعاعية للثديين مرة سنوياً.
بعض الأسئلة المهمة:
هل يجب استئصال كل كيسة أو كتلة في الثدي؟
قد يكون من الضروري اللجؤ للجراحة لتحديد ما إذا كانت الآفة سليمة أم لا وقد يكون هناك أساليب أخرى كالتصوير و الخزعة بالإبرة.
أعاني من تحجر ( صلابة ) في الثدي خلال فترة الدورة الطمثية, هل يجب استشارة الطبيب؟
قد ي). من الصائب إجراء فحص للثدي بعد انتهاء الدورة حيث يكون تحجر الثدي عندها اقل ما يمكن, وعندها يستطيع الطبيب أن يحدد إذا كان هناك أية كتلة في الثدي أو منطقة غير طبيعية, عند وجود أية كتلة في الثدي يجب القيام بإجراءات لاحقة ( تصوير, جراحة…. الخ ) . إن سبب معظم حالات تحجر الثدي الذي يحدث خلال الدورة هو الداء الكيسي الليفي السليم والذي يجب أن لا يسبب أي قلق للمرأة.
هل يعتبر ألم الثدي احد أعراض سرطان الثدي ؟
من النادر جدا جدا أن يكون ألم الثدي من أعراض سرطان الثدي, إن سرطان الثدي غير مؤلم وألم الثدي ليس احد أعراض السرطان ( لذلك يجب إجراء الفحص الذاتي لكشف أية آفة في المراحل المبكرة ), ولكن في بعض الحالات النادرة قد يسبب سرطان الثدي ألما. عندما يكون هناك الم في الثدي فغالبا يكون السبب هو الداء الكيسي الليفي أو وجود كيسات.
ما هو تصوير الثدي الشعاعي “الماموغرافي”؟
هو فحص سهل – مأمون – فعال للكشف المبكر عن آفات الثدي, مؤلم قليلا, غير ضار لأنه لا يستخدم إلا كمية قليلة من الأشعة, لا يستغرق إلا عدة دقائق.
ما هي العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بأمراض الثدي الخطيرة ؟
هنالك عوامل لا يمكن التحكم بها أهمها:
ـ الوراثة ( أهم العوامل ) أي وجود قصة عائلية للإصابة خاصة من الدرجة الأولى ( الأخت, الأم, الجدة, الابنة, الخالة ).
ـ بدء الدورة الطمثية قبل سن ال12 سنة.
ـ عدم الإنجاب أو إنجاب أول ولد بعد عمر ال30 سنة.
ـ انقطاع الدورة الشهرية بعمر متأخر.
أما العوامل التي يمكن التحكم بها فهي:
ـ البدانة أو زيادة الوزن بعد سن البلوغ.
ـ التدخين وشرب الكحول.
ـ التعرض للاشعة ( علاج السرطانات , الاسلحة النووية).
ـ الاغذية الغنية بالدسم
ما هي العوامل التي تقي من الإصابة بأمراض الثدي الخطيرة ؟
في الواقع لا يوجد وقاية من الإصابة لكن هنالك بعض العوامل التي من الممكن أن تخفف من خطر الإصابة ومنها
ـ القيام بالتمارين الرياضية.
ـ الإقلال من تناول الدسم.
ـ تخفيف الوزن بالحمية والنشاط الفيزيائي المنتظم ( 45 ـ 60 د يوميا لمدة خمسة أيام بالأسبوع ) .
ـ تجنب التدخين وشرب الكحول.
هل يصاب الرجال بسرطان الثدي ؟
سؤال جيد, طبعا يصاب الرجال بسرطان الثدي ولكن بنسبة اقل ( إصابة رجل مقابل إصابة مئة امرأة ).
ما هو أكثر سبب يدعو الأم لإيقاف الإرضاع؟
تعتقد بعض النساء أن حليب ثدياها غير كاف, فلا تتشجع على الإرضاع وتوقفه, ولكن من الأفضل إعطاء حليب إضافي ( إذا دعت الحاجة ) و الاستمرار بالإرضاع لأطول فترة ممكنة.
هناك شائعة تقول أن الإرضاع يفسد جمال الثدي؟
كما تقولين إنها شائعة، لأن الإحصائيات و الدراسات لم تثبت أبداً أن الإرضاع يفسد جمال الثدي فهناك كثيرات من المرضعات احتفظن بشكل الثدي بعد إرضاع عدة أطفال و كذلك يمكن رؤية أثداء هابطة عند سيدات أرضعن أطفالهن بالإرضاع الاصطناعي, و لكن يجب الاعتناء بالثدي و خاصة جلد الثدي و الحلمة أثناء الحمل و الإغراق الهرموني أثناءه و أثناء الإرضاع ومكافحة أية آفات التهابية أو تحسّسيّة أو رضية على الثدي, كما أن التعرض المديد لأشعة الشمس يرخي الألياف الجلدية (يسبب هبوط الثدي ) كذلك فالنحف و السمن المتعاقب ( إتباع برنامج تنحيف شديد ثم زيادة وزن) يعتبر من أكثر الأمور التي تساهم في هبوط الثدي.
أنا أم مرضع أعاني من احمرار وحرارة في الثدي وألم في الحلمة ما سبب ذلك ؟هل يجب إيقاف الإرضاع ؟
على الأغلب لديك التهاب ثدي وهي حالة شائعة عند المرضعات وهي لا تستدعي إيقاف الإرضاع, وعلاجها يكون بالمضادات الحيوية, أما الوقاية منها فتكون بالمحافظة على الحلمة نظيفة ( الغسل الجيد بالماء والصابون غير المخرش ثم التنشيف الجيد ) و استخدام المطريات بحيث لا يتشقق الجلد.
ما هي النصائح الذهبية لتجنب الإصابة بسرطان الثدي ؟
1ـ عوامل الخطورة التي يمكن تجنبها لا تعرضي نفسك لها: التدخين, شرب الكحول, البدانة.
2ـ لا تؤجلي إنجاب الأطفال إلى بعد سن ال 25 سنة.
3ـ احرصي على إرضاع طفلك.
4ـ مارسي النشاط الجسمي ولاسيما الرياضة بشكل منتظم ودوري ( بما يتناسب مع العمر والحالة الصحية).
5ـ بعد انقطاع الطمث, لا تأخذي معالجة هرمونية ( معيضة) لفترة طويلة ( أثناء فترة الأعراض المزعجة فقط).
6ـ لا تهملي برنامج الكشف المبكر عن السرطان وداومي عليه ولاسيما تصوير الثدي الدوري , واستعيني بطبيبك لوضع برنامج فحوص دورية إذا كان لديك عوامل خطورة مرتفعة خاصة العوامل الوراثية.
ختاما: إن الهدف من هذه النشرة ليس هو إثارة الرعب أو الفزع في قلوب النساء بل هو التنبيه والإرشاد فسرطان الثدي أصبح في كثير من بلدان العالم كغيره من الأمراض القابلة للشفاء التام ( حتى دون استئصال ثدي كامل ) ولم يعد ذلك القاتل المرعب الذي لا يمكن التغلب عليه, ولا يعود ذلك للتطور العلمي في المعالجة والتشخيص بشكل أساسي بل لزيادة الوعي والتوجيه إلى أهمية الفحص الذاتي للثدي و إلى أهمية إجراء التصوير الشعاعي للثدي ( الماموغرام ), إن حجر الأساس في الشفاء التام هو الكشف المبكر للآفة وهنا تكمن أهمية إجراء الفحص الذاتي للثدي الذي يعد العامل الأهم في الكشف المبكر, كما أن الخبرة التي تكتسبها المرأة عن طريق تكرار الفحص والبدء بإجرائه بعمر مبكرة ( كما هو مبين سابقا ) يجعلانها قادرة على اكتشاف اصغر الآفات وعلى الأمراض في بدايتها, ولنتذكر دائما أنه ما من داء إلا وله دواء وأن درهم وقاية خير من قنطار علاج.
والله ولي التوفيق
د . عبـــد الرحمــن حماديــة