
تعتبر الجراحة هي المعالجة الوحيدة التي أثبتت فعاليتها عند المرضى المصابين بالبدانة، وجراحة البدانة تعتبر حلاً لبعض الأمراض المرافقة للبدانة المفرطة كالسكري وارتفاع الضغط. وفي الآونة الأخيرة تحول اسم جراحة البدانة إلى الجراحة الإستقلابية وذلك لأنها تجرى لمعالجة العديد من الأمراض الناجمة عن البدانة المفرطة كإجراء عملية التحويل المعدي للمرضى المصابين بالداء السكري النمط الثاني .وتتألف عمليات جراحة البدانة بشكل رئيسي من نوعين من العمليات: النوع الأول يهدف إلى التقليل من حجم المعدة والنوع الثاني يهدف إلى عدم جعل الجسم يستفيد من المواد الطعامية الداخلة إليه عن طريق إجراء سوء امتصاص أو تحويل لمجرى الطعام، وبشكل عام فان النوع الثاني يتضمن أيضا بعض الإجراءات للتقليل من حجم المعدة ،وقد كانت عمليات البدانة سابقا تجرى عن طريق الجراحة التقليدية ( فتح البطن بشق جراحي كبير) أما الآن ومع التطور التقني والعلمي فقد أصبحت تجرى عن طريق الجراحة التنظيرية .
مرض البدانة :
تعتبر البدانة ثاني سبب من أسباب الوفيات التي يمكن الوقاية منها أو تجنبها ( بعد التدخين ) والبدانة هي مرض بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وهذا المرض بكل تأكيد يرتبط بعوامل وراثية ولكن هذا لا يفسر كل شيء فالعوامل البيئية تلعب دورا لا يقل أهميه عن العوامل الوراثية وهذا ما يفسر سبب الزيادة المستمرة للناس المصابين بالبدانة في الوقت الحاضر
تقاس درجة البدانة بما يعرف بمشعر كتلة الجسم BMI ولحسابه نقسم الوزن بالكيلو غرام على مربع الطول بالمتر , فمثلا شخص وزنه 90كغ وطوله 1,65 م لحساب ال BMI لديه نقسم الوزن وهو 90 على مربع الطول( وهو 1,65 x 1,65= 2,72) اذا 90 تقسيم 2,72 والنتيجة هي 33,05 فالشخص بالتالي يعتبر بدينا.
ويبين الجدول التالي تصنيف درجات البدانة حسب BMI .
تصنيف الوزن بالنسبة للبالغين BMI
نحيف < 19 طبيعي الوزن 19 –24.9 زيادة في الوزن: 25.0–29.9 درجة أولى 30.0–34.9 درجة ثانية 35.0–39.9 درجة ثالثة (بدانة مفرطة) >40.0
بشكل عام يعتبر الشخص بدينا إذا كان هناك زيادة في وزنه مقدارها أكثر من 20% من الوزن المثالي، و تنتشر البدانة في معظم المجتمع ولاسيما في المجتمعات الغربية حيث تنتشر بكثرة.
تعريف توازن الطاقة:
توازن الطاقة عند الإنسان و لفترة طويلة يتعلق بالطاقة المتناولة والطاقة المصروفة وحرق المواد المغذية و تخزين المواد المغذية. نقول أن توازن الطاقة إيجابي عندما تكون الطاقة المتناولة أكثر من الطاقة المصروفة مما يؤدي إلى زيادة الشحم أو الدهن المخزون في الجسم، وبشكل معاكس نقول أن توازن الطاقة سلبي عندما تكون الطاقة المتناولة أقل من الطاقة المصروفة مما يؤدي إلى صرف أو التقليل من مخازن الطاقة في الجسم ،في الظروف الاعتيادية يتقلب توازن الطاقة من إيجابي إلى سلبي وبالعكس وذلك من وجبة إلى أخرى ومن يوم إلى آخر ومن أسبوع إلى آخر دون أن يؤدي إلى حدوث تغير في مخازن الجسم من الطاقة أو في الوزن ،حيث تعمل العديد من الآليات الفيزيولوجية في الجسم بحيث تكون الطاقة المصروفة موازية للطاقة المتناولة وبذلك يحافظ الجسم على وزنه دون زيادة أو نقصان، و عندما يكون هناك توازن طاقة إيجابي ولفترة طويلة نسبياً من الزمن تحدث البدانة في هذه الحالة فقط .
الطاقة المتناولة:
الطاقة المتناولة هو مصطلح يشير إلى جميع مصادر الطاقة التي يتناولها الإنسان كالطعام أو الشراب و يتم إستقلابها ضمن الجسم .ومصادر الطاقة هذه لها أربعة أشكال رئيسية: الشحوم أو الدسم والبروتين و السكريات و الألياف .إن الدسم هي أكثر المصادر إعطاء للطاقة فوحدة الدسم تزود الجسم بالطاقة أكثر من غيرها و هذا يعادل K cal9 لكل غرام من الدسم بينما يزود كل غرام من السكريات الجسم ب K cal 4 و يزود كل غرام من البروتين الجسم ب K cal4 أما الألياف فيتم تفكيكها في الأمعاء الغليظة أو الكولون مما يؤدي إلى إنتاج شحوم دسمة يمتصها الجسم و يزود كل غرام منها الجسم ب K cal 1,5 .
الطاقة المصروفة:
يتم صرف الطاقة عند الإنسان بأحد ثلاثة أشكال: صرف الطاقة أثناء الراحة وصرف الطاقة بسبب التأثير الحراري وصرف الطاقة بسبب المجهود الفيزيائي (سواءً كانت الفعاليات اليومية العفوية أو الفعاليات اليومية التي يقوم بها الإنسان أثناء عمله).
عند الإنسان البالغ و أثناء الجلوس يتم صرف 60 إلى 70% من الطاقة بشكل عام ويتم صرف 10% من الطاقة بالتأثير الحراري أما الفعالية الفيزيائية فيتم صرف حوالي 20 إلى 30% من الطاقة بواسطتها ،أما بالنسبة للأشخاص الذين يقومون بعمل يدوي مجهد أو يتطلب مشقة أو يمارسون الرياضة العنيفة بشكل مستمر فهم يصرفون حوالي 50% من طاقتهم بالفعالية الفيزيائية .