
أسباب البدانة
لكي نعرف ما هي البدانة من المهم جداً أن نعرف ما هي الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى البدانة ،يوجد القليل من الأسباب المعروفة التي تسبب البدانة أحد هذه الأسباب هو العامل الوراثي و المورثات فقد أظهرت العديد من الدراسات في الماضي أن البدانة مرض تتناقله الأجيال ضمن بعض العائلات بشكل خاص أي أنه شيء مرتبط بالجينات فإذا كان أحد الأبوين أو كلاهما بديناً هذا يعني أن الابن لديه (فرصة أكبر )لكي يكون بديناً (الطفل الذي يولد لأبوين مصابين بالبدانة سيصاب بهذا المرض في 80 % من الحالات )ولكن هذا بالطبع لا يعني أن كل ابن لأب أو أم بدين سيصبح حتماَ بديناً إن العامل الجيني هو أحد العوامل الرئيسية.
يلعب العامل الوراثي دورا لا بأس بت،إن الزيادة الكبيرة في نسبة الأشخاص المصابين بالبدانة لا يمكن تفسيرها فقط بالعامل الوراثي بل هناك بالتأكيد عامل له علاقة بتغير أنواع الأطعمة والثقافة الغذائية ونمط الحياة ولعل من أهم الأسباب التي أدت إلى زيادة انتشار البدانة هو تناول الطعام الدسم (الغني بالمواد الدسمة بشكل منتظم ) فالطعام الغني بالشحوم عند تناوله بكميات كبيرة يعتبر أحد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى البدانة، وأحد النصائح التي يمكن إتباعها لكي لا يصاب الإنسان بهذا المرض هو أن يحدد كمية الأطعمة الدسمة المتناولة بشكل يومي،و من العوامل التي تلعب دوراً في حدوث البدانة هو معدل الإستقلاب عند الشخص فالأشخاص الذين لديهم معدل إستقلاب بطيء سيدخلون في معركة حقيقية للتخلص من البدانة أو لعدم حصول البدانة لهم، بينما سيكون الأمر أكثر سهولة عند المرضى الذين لديهم معدل إستقلابي سريع. نمط الحياة هو أيضاً عامل من العوامل التي تظهر بشكل واضح في مرض البدانة فالمرضى الذين يمضون وقتاً طويلاً من حياتهم في الجلوس سيكون لديهم إحتمال إصابة بالبدانة أكثر من الأشخاص الذين يمضون يومهم في التنقل من مكان إلى آخر (المشي) ،وقد أظهرت الدراسات أن نصف ساعة من الرياضة يومياً قد تقي من الإصابة بالبدانة.
أخيراً تلعب الحالة النفسية دوراً عند بعض الأشخاص فالأشخاص المكتئبون يميلون أكثر نحو تناول كميات كبيرة من الطعام علاوةً على ذلك هؤلاء الأشخاص يميلون عادةً إلى عدم القيام بالتمارين الرياضية أو بالنشاط الفيزيائي اليومي المعتاد وخاصة إذا كان الاكتئاب مسيطر عليهم.
مخاطر البدانة
يعاني معظم الأشخاص المصابين بالبدانة من التمييز داخل مجتمعاتهم ،ورغم الجهود التي تبذلها الحكومات إلا أن هذا التمييز يبدو كأنه مرض مزمن بحاجة لكثير من الوقت والجهد للشفاء منه، و يظهر التمييز جلياً وواضحاً في المجتمع من خلال نقص الوسائل العامة التي يمكن أن يستخدمها الشخص البدين و مثالاً على ذلك نجد المقاعد في الطائرات أو الحمامات فيها لا تتناسب مع الأشخاص البدينين والشخص البدين لا يجد الخيارات المناسبة دائماً عندما يريد شراء الملابس كما أن معظم وسائط النقل العامة و الخاصة قد لا تكون متناسبة مع الأشخاص البدينين . ورغم النظرة الاجتماعية في مجتمعاتنا الشرقية للأشخاص البدينين على أنهم أشخاص ظرفاء و مرحين إلا أن البعض لا يزال ينظر إليهم ولا سيما في المجتمعات الغربية على أنهم أشخاص كسولين غير قادرين على تحمل المسؤولية ولا يستطيعون السيطرة على أنفسهم أو رغباتهم تجاه الطعام (وهذا ما يفقدهم الكثير من الفرص الاجتماعية في العمل أو غيره) (هذه النظرة الاجتماعية بحاجة إلى تغيير) وهذا ما يدفع العديد من الأشخاص المصابين بالبدانة إلى الانعزال عن مجتمعاتهم مما يفاقم المشكلة لديهم لذلك تشير معظم الدراسات الغربية إلى أن الأشخاص المصابين بالبدانة هم عرضة للإصابة بالاكتئاب أكثر من غيرهم. أما إذا انتقلنا إلى الشق الطبي فالبدانة تترافق بالعديد من الأمراض أو تكون مؤهباً لها أو مسبباً لها من هذه الأمراض:
– الآلام المفصلية الناتجة عن تنكس المفاصل
ـ ألم أسفل الظهر
ـ ارتفاع التوتر الشرياني
ـ توقف التنفس أثناء النوم
ـ القلس المعدي المريئي
ـ التهاب المرارة أو تحصي المرارة
ـ الداء السكري النمط الثاني
ـ ارتفاع شحوم الدم و ارتفاع كولسترول الدم
ـ الربو و تناذر نقص التهوية عند البدينين
ـ اضطرابات نظم القلب القاتلة و قصور القلب الأيمن
ـ الصداع و الشقيقة
ـ القرحات الوريدية في الساقين و تخثر الأوردة العميق
ـ الفطور الجلدية و الخراجات الجلدية
ـ السلس البولي الجهدي
ـ العقم أو قلة الخصوبة ـ اضطرابات الطمث
ـ الاكتئاب
ـ فتوق جدار البطن
ـ زيادة نسبة الإصابة بالعديد من السرطانات مثل سرطان الرحم و الثدي و الكولون و البروستات.
إن جميع ما ذكر سابقاً يجعل البدانة مرضا حقيقيا بحاجة إلى علاج و يجعل من الأشخاص المصابين بالبدانة أشخاصاً ( مرضى) بحاجة إلى المساعدة للشفاء من مرضهم و التغلب عليه و الوقاية من الأمراض التي يمكن أن تصيبهم جراء زيادة الوزن الموجود لديهم
هرمون ghrelin
هرمون ال ghrelin يفرز بشكل رئيسي من المعدة ومن الأمعاء الدقيقة في قسمها القريب، ويرتفع مستوى هذا الهرمون في الدم قبل الوجبات أي حين الشعور بالجوع و عندما يرتفع مستوى هذا الهرمون في الدم فإنه يذهب إلى الدماغ حيث يحرض منطقة في الدماغ تدعى تحت الوطاء التي بدورها تحرض الشهية لتناول الطعام عند الإنسان، وقد وجد أيضاً أن لهرمون ghrelin دوراً في إنقاص الوزن عند المريض فالمرضى الذين يتبعون حمية طويلة من أجل فقدان الوزن يكون مستوى ال ghrelin في الدم مرتفع لديهم ،و وجد أن المرضى الذين يجرى لهم عملية bypass أو sleeve يكون مستوى ال ghrelinفي الدم لديهم منخفضاً على هذا فقد أقترح أن العمل الجراحي لا يساعد في فقدان الوزن عن طريق سوء الامتصاص أو عن طريق تقليل كمية الوجبة الطعامية فقط بل أيضاً عن طريق خفض مستوى هرمون ghrelin في الدم و بالتالي التأثير على شهية الإنسان لتناول الطعام .